أحس مسؤولون بوزارة الداخلية بالحرج، حين وضعت مندوبة قطاع وزاري تقطن بمقاطعة سباتة، بالبيضاء، شكاية ضد عون سلطة برتبة شيخ، اتهمته بالتحرش بها والتلفظ أمامها بكلمات ذات إيحاءات جنسية، والتلميح لها بأساليب مختلفة، خلال ترددها على ملحقة إدارية.
ووصفت مصادر «الجريدة» الشكاية بالإهانة التي لحقت موظفين ورجال سلطة بالعمالة نفسها يبذلون مجهودات كبيرة ويشتغلون خارج الدوام لتحسين ظروف عيش السكان، قبل أن يأتي شخص، ينتمي إلى السلك نفسه، ويهدم كل شيء بتصرفات الصبيان.
وسردت الموظفة (متزوجة وأم لأبناء) تفاصيل تعرضها إلى مضايقات مستمرة من عون السلطة، الذي اقترب من الحصول على التقاعد، وكيف كان يماطل في تسليمها الوثيقة الإدارية التي لا تتطلب سوى التأكد من عنوان الإقامة، وتوقيع من مسؤول إداري بالملحقة نفسها.
وحسب المصادر نفسها، فإن الموظفة، التي تشغل منصبا مهما في قطاع وزاري، احترمت ترتيب السلم الإداري في الحصول على الوثيقة نفسها، وحضرت بنفسها إلى مقر الملحقة الإدارية، حيث يشتغل الشيخ، واستفسرت عن الوثائق المطلوبة.
وقالت المصادر نفسها إن الموظفة استشعرت، في أول لقاء مع عون السلطة، أن أمرا ما يحدث، دون أن تعيره أي اهتمام، لأن اهتمامها كان منصبا على تسلم الوثيقة الرسمية، ثم المغادرة إلى قضاء أغراض إدارية أخرى في إدارات أخرى.
وأوضحت المصادر أن «الشيخ» عوض أن يقوم بعمله في البحث والتقصي عن عنوان الإقامة، بدأ يستعمل الأسلوب نفسه المعروف به في التعامل مع النساء، إذ تصدر عنه حركات ويتلفظ بكلمات تحمل تلميحات بمقايضة الغرض الإداري بأشياء أخرى.
ولم تلق الموظفة انتباها إلى حركات الشيخ، الذي تجاوز عقده السادس، واعتقدت أنها طريقته في التعبير والكلام، قبل أن يتقدم خطوة أخرى في التحرش بها، باستعمال كلمات لا تقبل التأويل، فما كان منها إلا أن حررت شكاية ووضعتها لدى مسؤوليه.
وأثارت الشكاية، المصادق عليها في الملحقة نفسها، ضجة كبيرة، وصل صداها إلى مسؤولي العمالة الذين عبروا عن قلقهم من هذه التصرفات، واستدعي الشيخ وتم تأنيبه على أفعاله، قبل أن يصدر أمر بتوقيفه مؤقتا عن العمل وإحالته على الهيأة التأديبية المختصة.
وما زاد الطين بلة أن الموظفة تتوفر على تسجيلات صوتية للمعني، يستعمل فيها أسلوبه للإيقاع بضحاياه، وهي التسجيلات التي أرفقتها بالشكاية نفسها.
فدوى بن جامع