تابعنا ككل المغاربة أشرطة فيديوهات للحريق ،الذي اندلع بعد زوال السبت 20 فبراير الجاري على مستوى جزء من الشريط الناقل المطاطي لمادة الكبريت ما بين ميناء الجرف الأصفر والمصانع التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط ، وما خلفه من تصاعد لاعمدة الدخان الكثيف زاد من حدة التلوث الكبير الذي تعيشه المنطقة ككل .
ولعل ما يثير الإنتباه في هذا الحادث العرضي هو كيفية تعاطي البعض من وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها واتجاهاتها، بحيث يبدوا كأنه تم تعميم قصاصة إخبارية موحدة تمجد وثتني على نجاح فريق الاطفاء التابع للجرف الأصفر وطريقة تدخلهم في إخماد الحريق بتعاون مع عناصر الوقاية المدنية بإقليم الجديدة وسيطرتهم في وقت “قياسي” على الحريق مع تأمين المنطقة المحيطة به وذكرت نفس المصادر أن هذا الحادث لم يخلف اي إصابات بشرية ، وأنه لم يؤثر على السير العادي للإنتاج اليومي .
فيما فسر بعض المتتبعين للحادث انه يعتبر من الحوادث العادية بالنظر لقابلية مادة الكبريت للاشتعال بسرعة ،وهو الأمر الذي يجعل دوما المجمع يضع العديد من المعدات الخاصة بالوقاية القبلية وعدة تجهيزات متطورة للتدخل البعدي .
الحريق الذي اعتبره البعض من أبناء الجرف بأنه أكبر حريق يشهده المركب الصناعي منذ انطلاقته قبل أكثر من 40 سنة وان من شأنه أن يزيد من قوة مظاهر الثلوت العام الذي تجتر المنطقة تبعاته منذ سنوات وتنضاف إلى عديد المشاكل التي سببها إقامته (المركب الصناعي للجرف الاصفر )بالمنطقة بعد قرار نزع ملكية الساكنة تعويضهم بأثمنة بخسة انداك وإقصاء ساكنة المحيط من المبادرات التنموية ورفض منحها لحقوقها ومستحقاتها باعتبارها تعاني من مخلفات التلوث من امراض مزمنة وحساسية وفرص الشغل داخل المركبات الكيماوية .
جدير بالذكر أن منطقة الجرف الأصفر التي تبعد عن مدينة الجديدة بحوالي 22 كلمتر تعاني من تلوث كبير إثر على حياة الإنسان والحيوان والنبات علما ان توصيات الأمم المتحدة تحث على يتم توطين صناعة الحمض الكبريتي و الحمص الفوسفوري بعيدا عن التجمعات السكنية بأكثر من 20 كلمترا .
أزمور24