تحت سقف بيت هامد يخيم صمت رهيب حيت تعيش أسرة معوزة مكونة من سبعة أفراد من بينهم فتاة و ثلاثة فتيان لا ينطقون و لا يسمعون.هو السكون التام الذي يركز في زاوية منزل من بيوت تجزئة السكن الاجتماعي الكائنة بمركز إثنين هشتوكة التي يطلق عليها أهالي المنطقة اسم الديور الصفرين اصفرار لون شاحب كذلك الذي يبدو جليا على محيا كل فرد من أعضاء هذه الأسرة التي لا يسمع لها صوت من الخارج. لأنها لا تستعمل إلا لغة الرموز و الإشارات؛ تتواصل فيما بينها بحركة الأيادي و الأصابع و العيون و الشفاه الصماء تهمس و مخارج الصوت لا تتكلم؛ إنهم يعيشون عالمهم الخاص؛ حياة من نوع آخر أنجبت من بين هؤلاء المعاقين رساما تشكيليا يفجر طاقات نطق على صفحات لوحاته الفنية بالريشة و ألوان الصباغة لتنوب عنه في التعبير و لتنطق بلسانه الأبكم إلى العالم الخارجي الذي لا يتناغم معه و لا يفهمه أنه محمد الرباج رابع الأشقاء المعوقين.شاء القدر لهذه الأسرة التي يشكل أحمد الرباج ربها و فتيحة الزوجة ربتها أن يكون منها العنصر النسوي بدوره ممثلا داخل دائرة عدم السمع و النطق.عائشة الصماء البكماء المنتمية بدورها لهذه الأسرة العاجزة عن الكلام؛ البالغة من العمر 22 سنة و التي تشتغل خادمة لدى بعض الأسر بمدينة الدار البيضاء بأجر زهيد يناسب صعوبة تواصل الأسرة المشغلة الفتاة الخادمة المعوقة. تحملت مشاق التواصل مع مشغليها و متاعب البعد عن أهلها لكي تساهم في مساعدة والدها و والدتها و تعول أسرتها المشلولة بما تيسر من نقود زهيدة أما صغير الأشقاء الأربعة الصم والبكم فهو يونس و الذي يساعد أباه بين الحين و الآخر بدكانه المتآكل الجدران بالقيسارية العتيقة بمركز اثنين هشتوكة محل إصلاح العجلات و إصلاح البطاريات الذي يعود بناؤه إلى حقبة السبعينات أيام بناءات البام حيث قدمت الدولة لأحمد والد المعوقين الأربعة الإسمنت و مواد البناء و البقعة الأرضية مع الدقيق والزيت و المواد الغذائية الأساسية أيام كانت الدولة تشجع المواطنين المعوزين على إعمار المراكز القروية من أجل خلق تجمعات سكنية محيطة بالأسواق الأسبوعية.هذا الدكان أو المحل الذي لا يذر على أحمد الرباج سوى أرباح قليلة قدرها في 45درهم يطعم بها أبناءه الخمسة أربعة منهم لا ينطقون و لا يسمعون؛و من ربح هذا الدكان البسيط استطاع أحمد أن يعيل هؤلاء الأبناء المعوقين بعدما كان في صباه وشبابه بدوره يشغل حرفة سكليس مصلح للدراجات النارية بالأسواق الأسبوعية القريبة من ناحية هشتوكة تم تحول إلى حرفة إصلاح عجلات العربات المتحركة و بطاريات السيارات ويقول أحمد الرباج أب الاشقاء المعاقين أن هده التقلبات في المهن كلها من أجل كسرة خبز و عيش أفضل لأبنائي كما أنني أريد أن ألقين هده الحرفة لأصغر أبنائي الذي يعاني هو الآخر الصم والبكم بدون حرفة ومهنة ودلك نتيجة رفضه من طرف كل أصحاب الحرفة ودلك لصعوبة التواصل معه؛ ويضف الأب عن المهنة التي يزاولها ومواكبتها مع الحياة اليومية يقول أنها لا تواكب حاجة أبنائي المعوقين ودلك لأني أتحمل مصاريف إضافية كالأدوية الباهظة الثمن التي يداومون على استعمالها منذ نعومة أظافرهم إلى حد الآن في شبابهم؛ حيث أن ألأبناء الذكور الثلاثة الصم والبكم مصابون بمرض الأعصاب ويداومون على تناول أدوية مكلفة و عندما يتأخر عنهم الدواء الدي يتم اقتنائها من الصيدليات أو المستشفى العمومي عند الحاجة؛ يصابون بحالة هسترية و توثر شديدين يكادان أن يؤثران في محيطهما بأعمال شغب لا تحمد عقباها كتلك الحادثة الذي اقترفها أخوهم الأكبر عندما أصيب بانهيار عصبي نتيجة تأخر الدواء هدا فما يخص علاقة الأب مع محيطه العائلي وتسترسل الأم عن معاملتها اليومية مع أبنائها وتقول بلغة الحركة والرموز أتعامل مع أبنائي وأشتغل في مهن مختلفة كي أساعد أباهم في اقتناء الدواء إلا أن الحاجيات اليومية لهؤلاء المعاقين يصعب توفرها ودلك لقلة الشغل وكثرة طلب الأبناء وتوجه الأم خلال نهاية حديثها ندائها إلى مسؤولي الصحة من أجل توفير الدواء المكلف الذي يحتاج له أبناؤها ويصعب عليها اقتناؤه نضرا للعوز الذي تعيشه رفقة أفراد أسرتها.
الاحدث
24 ساعة