العشرات من “أطفال الشارع”. وهم أطفال، لا شك، سيلفتون انتباهك، متى تجولت في أزمور اوالبيضاء او الجديدة ستجدهم في محطات النقل والحدائق والساحات، بأبواب المقاهي والمطاعم، بالأماكن المهجورة وحول القمامات.
يعيش هؤلاء الأطفال في مجموعات. قد تصادفهم يلعبون. بعضهم يدخن، وبعضهم يضع على أنفه قطعة قماش. كما قد تصادفهم في الشوارع والأسواق، يستجدون الناس ليغدقوا عليهم بعض النقود. وقد تعاين العشرات منهم، في ساحة أو حديقة أو بمدخل عمارة، منهمكين في التدخين أو القمار، في واضحة النهار أطفال يعيشون الفصول وتقلباتها، تحت لهيب الحر ووطأة البرد في رحلة لا تنتهي، إلا لتنطلق من جديد.
أحد أعضاء المجتمع المدني والدي ينتمي الى جمعية تعنى بطفولة الذي أكد خلال اتصال أجرته الجريدة معه أكد على التسمية الشائعة “أطفال الشارع”، واقترح بدلها اسم “الأطفال في وضعية الشارع” لأن الشارع، حسبه، لا أطفال له، ولأن مصطلح “في وضعية”، يبرز الحالة الشاذة أو الخاصة لهاته الفئة، على اعتبار أن المكان الطبيعي للطفل هو الأسرة والمدرسة.
وأضاف أن هذه الظاهرة “نوع آخر من أنواع خرق حقوق الطفل التي تشكل خطورة كبرى على حاضره ومستقبله، وعلى المجتمع”، وأنها “وصمة عار على جبين مسؤولي المدينة، لأنهم أطفال غير مسؤولين عن أنفسهم، ولأن الدولة هي المسؤولة عنهم”.
للأشارة فأنه ليست هناك إحصائيات رسمية عن الأطفال في وضعية الشارع بجهة الدار البيضاء، ومع ذلك، وبحكم اشتغاله الميداني اليومي فقد أكد على أن هناك فئتين اثنتين، هما أطفال الشوارع ذون مأوى أي الذين يقضون يومهم في الشارع، ويعودون ليلا إلى بيوتهم، وأطفال لا مأوى لهم
من جهته، مسؤول عن التعاون الوطني بجهة البيضاء أكد أن عدد الأطفال الذين لا مأوى لهم يزيد وينقص حسب الفصول. إذ ينقص، صيفا، حيث يسافر الأطفال إلى مدن أخرى، ويعودون شتاء. والخطير، حسب نفس المسؤول هو أن أسرا يعيش كل أفرادها في الشارع. يضاف إلى هذا أن بعض الأطفال المتمدرسين يتحولون، خلال العطل إلى أطفال في وضعية الشارع، وهؤلاء مرشحون ليصبحوا أطفالا في وضعية الشارع بدون مأوى.
أزمور24