تدهور التعليم والصحة

azemmour 2415 أكتوبر 202075 مشاهدةآخر تحديث :
تدهور التعليم والصحة

أمية رغم الشواهد وقلة الصحة العمومية لن نضيف جديدا إن قلنا إنه من المعلوم لدى العام والخاص أن كل نهضة حقيقية وفعلية لوطن ما تقوم على التعليم بما فيه البحث العلمي وعلى توفير الصحة للمواطنين، وهذا ما تفتقده بلادنا بشكل ملفت في الوقت الراهن وبدرجة مخزية في عرف المواطنة الحق المبنية أولا على توفير شروط عيش بكرامة للمواطن .
لقد كشف تقرير جمعوي عدم صلاحية العديد من مستشفيات المغرب، مما ينعش قطاع الصحة العمومي على حساب القدرة المادية للمواطنين، وبهذا يلتحق قطاع الصحة بقطاع التعليم ليسجلا تدهورا خطيرا رغم أن كل نهضة تقوم على الصحة والتعليم والبحث العلمي.
ويؤكد تقرير الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة التدهور المريع الذي سجلته المستشفيات العمومية المغربية منذ بداية العقد الحالي. وبتطبيق معايير متعارف عليها لمعرفة مدى قبول مستشفى من عدمه، أي البنيات الرئيسية من استقبال ووجود طاقم طبي من أطباء وممرضين وغرف مجهزة تبين أن أغلب المستشفيات العمومية غير صالحة ولا تستوفي الشروط.
ويبرز التقرير رهان الكثير من المغاربة خاصة الذين يتوفرون على تأمين طبي يقصدون العيادات الخاصة بينما تحولت المستشفيات العمومية إلى وجهة فقط للفقراء الذين يضطر الكثيرون منهم إلى تأدية المصاريف رغم توفرهم على ما يسمى بطاقة الرميد.
وتفتقر جل المستشفيات العمومية للبنيات التحتية المناسبة، كما أن المغرب يصل إلى العقد الثاني من القرن 21 وهو يفتقر لتخصصات في مختلف الأقاليم مثل علاج السرطان الذي يبقى ممركزا فقط في الرباط والدار البيضاء.
وتنتفض ساكنة مدن صغيرة كأزمور متلا وأخرى متوسطة مطالبة بمستشفيات في المستوى ومنها ساكنة منطقة أقليم الجديدة التي تطالب بتخصص معالجة السرطان بما أصبحت هذه المنطقة تسجل من حالات . وتنتشر بين الحين والآخر أشرطة فيديو وصور تبرز الواقع الخطير الذي أصبحت عليه الصحة في المغرب.
ومقابل تراجع قطاع الصحة العمومي، ينتعش قطاع الصحة الخصوصي مما يشكله من استنزاف للقدرة المادية للمواطنين. ويعتبر المغرب ضمن دول البحر الأبيض المتوسط التي تنتعش فيها الصحة الخاصة على حساب العمومي، وهي مفارقة خطيرة.
وبهذا يلتحق قطاع الصحة بقطاع التعليم من حيث تدهور الأوضاع بشكل ملفت خلال العقد الأخير دون قيام الحكومة بمبادرات حقيقية لهيكلة القطاعين.
ووجب التذكير أن كل نهضة حقيقية لوطن ما تقوم على التعليم وعلى توفير الصحة للمواطنين، وهذا مع الأسف الشديد، ما يفتقده المغرب في الوقت الراهن بشكل صارخ وغير مفهوم رغم كثرة اللغط منذ عقود في الموضوع.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: جميع الحقوق محفوظة