قد يكون قدر ساكنة جماعة سيدي علي بن حمدوش التابعة لتراب دائرة آزمور أن تعيش لسنوات طويلة تعاني البؤس والحرمان نتيجة سياسة التهميش واللامبالاة التي مورست في حقها، مما أدى إلى تدهور وضعية سكانها على كل المستويات اقتصاديا واجتماعيا وبنيويا ، الشيء الذي جعل أبناءها ،خصوصا الذين يعتمدون على الفلاحة كمورد عيش رئيسي لهم للنفور من الفلاحة والرحيل نحو المدن المجاورة لهم ،لكن مصيرهم يصطدم كما اصطدم الذين من قبلهم بخيبة ألامل : فلا أوراش حرفية مضبوطة قادرة على امتصاص هذا العطب الكدحي التيئيسي و لا مقاهي المنطقة استطاعت توفير المقاعد للراغبين في ذلك من أجل “قتل الوقت” ، الذي هو بدوره يقتل شبابنا انتظارا وتسويفا ولا جديد حصل من التطلعات المأمولة والوعود الكاذبة التي سبق أن أمطروهم بها من انتخبوهم لذلك المجلس الذي أصبح بين ليلة وضحاها مشلولا بفعل الصراعات الداخلية فيه من أجل المصالح الخاصة لا غير حسب المواطنين .
سيدي علي هي جماعة لم تعرف تحركا لا على مستوى المركز الذي يعاني ما تعانيه دواويره، فلا هو استطاع بذلك بلوغ النهضة المنشودة ولا الخروج من مستنقع الإهمال والتهميش الذي غرقت فيهما منذ عقود من الزمن تعاقبت خلالها مجالس من نفس طينة الوجوه الحالية باعتبارها نسخة طبق الأصل،بحيث تجد أغلبية مفككة ومعارضة من أجل المعارضة حتى على مصالح الناس ونسف كل مبادرة هادفة لمصلحة الساكنة، وقد ظلت تعاني من ضعف البنيات التحتية و انعدام التجهيزات الأساسية نظرا لغياب حس مواطناتي مما انعكس سلبا على الحياة الاجتماعية.
ويعاني سكان هذه الجماعة التي أحدثث في إطار اللامركزية واللاتمركز وسياسة تقريب الإدارة من المواطنين على إثر التقسيم الإداري الأخير 1992 بعدما كانت تابعة فيما مضى لجماعة اثنين هشتوكة ، إلا أنها بقيت تعرف تهميشا قاتلا رغم موقعها الجغرافي المتميز …
وتتجلى معالم هذا التهميش في افتقار الدواوير لمسالك طرقية صالحة تسهل عملية التواصل فيما هناك اجزاء دواوير مازالت تنتظر الربط الكهربائي والماء الصالح للشرب سيما أن درجة ملوحة المياه الجوفية ازدادت خلال السنوات الأخيرة بشكل مهول وتنضاف إليهم معاناة أخرى تتجلى في ضعف الخدمات الصحية بحيث لا تتوفر الجماعة إلا على مستوصفين وحيدين يفتقران الى مستلزمات التطبيب الضرورية وغياب اقسام للولادة لدرجة أن جل النساء الحوامل يضطرون الى الذهاب المستشفى المحلي بآزمور أو إلى مستشفى محمد الخامس بالجديدة في الوقت الذي تضع فيه نساء أخريات بالطرق التقليدية وأحيانا في العراء الشيء الذي يستوجب توفير سيارة إسعاف تكون رهن إشارة هؤلاء السكان الذين يشكلون ما يقارب 40 الف نسمة اليوم .وهنا تكمن سياسة تقريب الإدارة من المواطنين الذين منهم من قضى عمره ينتظر إلى أن لقي ربه دون أن يحس أن الإدارة اقتربت أو اقترب هو منها بالفعل الملموس !!
هذا و تبقى هذه الجماعة بدون سوق أسبوعي من شأنه الرفع من مردودية مداخيلها بل تعيش حصارا قويا من طرف سوقين اسبوعيين الاول تابع لبلديةالبير الجديد وآخر لجماعة هشتوكة. وتعود أسباب هذه المعاناة إلى إهمال المسؤولين لها من ناحية وغياب الموارد المالية من جهة أخرى اللهم الحصة المعتمدة من الضريبة على القيمة المضافة . لقد تحولت جماعة سيدي علي بفضل سياسة مسؤوليها العرجاء الى جعل المنطقة وكرا حقيقيا للانحراف وإنتشار الجريمة رغم المجهودات المبدولة ؛وزاد من ذلك غياب مركز للدرك قريب من تمركز سكاني كثيف أصبح يشكله دواوير سيدي حمو وسيدي احميدة ودواوير اخرى ، هذا إلى جانب انتشار امبراطوريات البناء العشوائي بمباركة أعوان السلطة المحلية وعدد من المستشارين الجماعيين في إطار حملاتهم الانتخابية بأن حولوا بعض الدواوير إلى قلاع إسمنتية عشوائية بكل ما في الكلمة من معنى .
إن جماعة سيدي علي بنحمدوش وفي ظل ما يعرفه المغرب من حركية على كل المستويات ما زالت تفتقر إلى دور للشباب واماكن الترفيه او مرافق الثقافة ولا أندية تابعة للتعاون الوطني او الصناعة التقليدية قصد إدماج المرأة القروية في النسيج الاقتصادي والاجتماعي ومحاربة الأمية والفقر والحرمان،إنظاف الى كل ذلك ان رجال السياسة وكأنهم لا يعنيهم الأمر في شيء ولم يكن هدفهم من الانتخابات إلا الولوج لعالم السياسة وكسب صوت المواطن بأبخس الأثمان وبشتى أنواع الطرق الخسيسة، الشيء الذي ساهم بشكل فعال في تكريس سياسة التفقير والتي يدفع سكانها الثمن بعد كل استحقاق انتخابي . إلىمتى سيستمر حال جماعة سيدي علي على هذا الحال ؟ في حين أعين السلطات الإقليمية تتفرج وكأن هذه النقطة من الإقليم عبارة عن سراب لا نفع فيه عكس باقي الجماعات المحظوظة من الإقليم .
أستطلاع :أزمور24