لازال العديد من المواطنين بمدينة البئر الجديد يتساءلون عن السر الذي يجعل مدينتهم تعرف غياب قمامات الأزبال المخصصة لطرح النفايات المنزلية، وهو الأمر الذي يحتم على السكان طرح الأزبال بشكل عشوائي على الأرض و في زوايا مختلفة من أزقة وشوارع المدينة، مع ما يصاحب ذلك من وجود لمعالم تلوث حادة تؤثر سلبا على المحيط البيئي للعديد من أحياء المدينة، وتلحق أضرار صحية في صفوف المواطنين، وخصوصا سكان الأحياء الهامشية. وبسبب غياب حاويات جمع الأزبال انتشرت » مطارح عشوائية متعددة ومتقاربة على طول الأزقة و الشوارع وعند أبواب الأزقة وأمام المؤسسات التعليمية، حيث يعمد المواطنون إلى طرح نفاياتهم المنزلية بشكل عشوائي، كما هو الحال على سبيل المثال في جنبات مقبرة سيدي مخلوق، حيث يراكم المواطنون نفاياتهم المنزلية في أماكن جد متقاربة تبدأ بشكل متفرق من باب المؤسسة التعليمية السنابل الداخلية، وتنتهي عند ركن من أركان سور المقبرة الموجودة قرب حي النضال، ناهيك عن أبواب مجموعة من الأزقة الفرعية لمجموعة من الشوارع والدروب حيث تظهر العديد من المطارح الصغيرة عند أبواب كل ألأزقة لكون بعض الساكنة تلجأ إلى رمي تلك الأكياس البلاستيكية المملوءة بالنفايات، عند هذه الأبواب غير آبهة بخطورة هذا الطرح العشوائي لهذه النفايات وما يحدثه هذا السلوك من تشوهات على الجمالية المفترضة لأحيائها وأزقتها. زوايا الأسوار المحيطة بالمؤسسات وبعض الفضاءات الفارغة و وسط الأحياء تعتبر من الأماكن المفضلة للسكان لطرح نفاياتهم المنزلية وخصوصا بجانب المؤسسات التعليمية، والتي تحولت إلى ممر بينها وبين الفضاء الذي يفصلها عن عدة مساكن وهو ما يلحق أضرارا صحية في صفوف تلاميذ هذه المؤسسات وأصحاب المنازل. والأمر نجده كذلك بالنسبة لبعض الشوارع الرئيسة حيث تتراكم الأزبال يوميا على بضعة أمتار من بابها الرئيسي كما تنطلق من السوق الاسيوعي للمدينة؛ كما أن غياب هذه القمامات يشجع على خلق العديد من المطارح العشوائية ويبقى هاجس المواطنين هو الحفاظ على نظافة بيوتهم في ظل غياب توعية وحملات تحسيسية كافية ، وهو الأمر الذي يضفي نوعا من العشوائية كذلك على جمع تلك النفايات بهذه الأزقة نتيجة جهل السكان بمخاطر البيئة، حيث تــظل العديد من مخلفات هذه النفايات موجودة بها مع ما يسببه ذلك من إزعاج للقاطنين والمارة بهذه الأماكن. وفي تعليق أحد المواطنين على غياب القمامات من المدينة، أكد أن التطاحنات التي يعرفها أعضاء المجلس هي التي جعلت المدينة وسط هده الأكوام من الازبال؛ كما أن غياب قنوات الصرف الصحي وتهالك البنية الطرقية وعدم إصلاحها. تعتبر من أسباب انتشار التلوث بالمدينة. ويزيد غياب هذه القمامات في تشوه المجال البيئي نتيجة لجوء السكان إلى رمي هذه الأزبال بشكل عشوائي إما في أكياس بلاستيكية متعددة الأشكال والألوان والأحجام أو إفراغها مباشرة على الأرض، حيث تصبح مرتعا للكلاب الضالة والقطط والجرذان التي تلجأ إلى هذه الأكوام لتقـتات منها. العديد من هذه المطارح العشوائية خصوصا في الهوامش أمثال دوار المهارزة الساحل و دوار العساس المجاور للمدار الحضري. حولت المكان إلى مرتع للأزبال، ناهيك عن ما يقوم به أشخاص تعودوا على التردد بشكل يومي على هذه الأماكن من أجل النبش وسط هذه الأكوام من الأزبال عن أشياء قابلة للبيع أو عن الفضلات المتبقية من الطعام يحملونها معهم وغالبا ما يستغلونها كعلف للمواشي، وهي كلها عناصر تساهم في تشتيت وانتشار لهذه الأزبال على مجال أوسع مما يتطلب وقتا أطول لجمعها. هذا الوضع يتسبب في خلق أرضية لانتشار الحشرات والذباب باختلاف أنواعها التي تهاجم بيوت المواطنين، بالإضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتقلق راحة السكان وتصبح أكثر تأثيرا مع ارتفاع درجة الحرارة بالمدينة وهو ما يلحق أضرار صحية في صفوف المواطنين، وخاصة منهم الأطفال. ورغم كل هده الإضرار نجد المجلس المنتخب في صمت تام، وكأن الأمر لا يعنيه مما يدعو الى تحرك السلطة المحلية في وذلك باعتبارها سلطة وصاية بالمدينة، وذلك لما لحق المواطنين من ضرر.
أزمور24البير الجديد