تعتبر الساحة الكبرى بازمور الساحة الوحيدة الموروثة عن الفترة الاستعمارية وهي ساحة كانت تلتقي عندها مجموعة من الروافد : باب المدينة القديمة (باب سيدي المخفي) زنقة علال بن عبدالله …زنقة محمد الزرقطوني …زنقة طريق سيدي وعدود …زنقة طريق البحر …زنقة المصلى .. ساحة كانت تعرف خلال الفترة الاستعمارية بساحة الحرية ..ساحة 14يوليوز ..ساحة كانت فضاءا تعرض فيه انشطة متنوعة ..
– الساحة الكبرى كانت مقرا لانعقاد السوق الاسبوعي يوم الجمعة اواخر الفترة الاستعمارية السوق الذي احدث فقط لشغل الساكنة عن التفرغ للتوجه للمساجد لاداء صلاة الجمعة وما كان يشكل ذلك من خطر على نظام الحماية ..غداة الاستقلال اصبح السوق الاسبوعي ينعقد يوم الثلاثاء ….
– الساحة الكبرى التي كانت تمتلئ بالحَلْقَات مساء كل يوم خاصة يوم الاثنين ليلة السوق الاسبوعي يوم الثلاثاء إذ كان السكان على موعد مع الحكواتيين كمولاي احمد …واعبيدات ارمى…واولاد سيدي احماد أو موسى …ولَمْصَاقْرِيَة بالعصي…والثناءي انعينيعة ولغليمي والخاركو ومن معه …وحلقة الملاكمة(الطنجاوي)…مول اركيلة (شبيهة بالشيشة)…ولد قَرٌَدْ… زعطوط….
– الساحة الكبرى التي كانت تتحول من حين لاخر الى سينما على الهواء الطلق ( سينما ليزار ) إما تابعة لبعض الشركات : لوسيور….كريسطال….كوكاكولا…تيد…تقوم بالاشهار لمنتوجها وتتخللها مسابقات وتختتم باحد الافلام الهندية اوالمصرية …..وإما تابعة للدولة والتي كان يحضرها رجال السلطة مثل الباشا والخليفة تخصص لهم كراسي وفي الصفوف الامامية تقوم خلالها بعرض انشطة ملكية واخرى حكومية ثم عرض فيلم من الافلام المصرية او الهندية …
-الساحة الكبرى التي كانت بعد زوال كل يوم من شهر رمضان وعلى طول امتدا د حائط قيسارية الكتان القديمة تعرض فيها العديد من انواع الحلويات ( اغريبة ..الكعك…) للبيع وفي نفس الوقت للتباري بين طرفين في اطار ما كان يسمى ب :اتْقَرْقِيبْ حيث يحمل صاحب الحلوة( لبعيوي …الحمار…با ناصر…) صندوقا صغيرا مملوءا بالحصى فيختار احد الطرفين المتباريين إما الجوج اي اثنين والآخر يختار الفرد اي واحد قيشرع صاحب الحلوة في إخراج ما بحفنته من الحصى تباعا جوج.. جوج وفي الاخير قد تنتهي العملية بالفرد او الجوج…..لصالح احد الطرفين….
– الساحة الكبرى التي كانت فضاءا للحملات الانتخابية خاصة التشريعية منها ولازلنا نستحضر حملة المرحوم الحاج محمد مروان يوم الثلاثاء منشهر ماي سنة 1963 ثم حملة المرحوم عبدالهادي بوطالب سنة 1971….ثم حملة المرحوم محمد ارسلان الجديدي سنة 1977.. وحملة محمد عبدالرحمان الثقفي مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي والتي حضرها الاستاذ عبدالله العروي …
—- الساحة الكبرى التي كانت بمثابة فضاء لتنظيم الحفلات بمناسبة الاعياد الوطنية كعيد العرش وعيد الشباب وعيد الاستقلال او في اطار الاسابيع الثقافية التي تنظم ايام الباشا المرحوم الحاج محمد اعبابو وما بعده من الباشوات بنصب الخيام و الخشبات للفرق الموسيقية الشعبية المحلية (ولد سلام ..ولد عاءشة..ولد سي الطاهر ..) والعصرية…. والفرق المسرحية المحلية…
– الساحة الكبرى التي تحولت في احدى السنوات الى محطة للمسافرين (الدارالبيضاء …الجديدة …الاسواق …الولجة…)…
وختاما نتمنى الا تمتد ما تجري من اصلاحات الى هذا الموروث خاصة وان مدينة ازمور تفتقر لمثل هذه الفضاءات …
بقلم : عبدالله السبيطي